ما هو سبب اشتهاء السكريات للحامل؟
صحيحٌ أن سبب اشتهاء السكريات أو الأطعمة الأخرى خلال فترة الحمل بالذات لا يزال لغزًا غير واضح، لكن يُعتقد أنه يرتبط بالعوامل الآتية:
- التقلبات الهرمونية في الحمل: التغيرات الكبيرة التي تحدث في هرمونات الجسم أثناء الحمل قد تؤثر في حاستي الشم والتذوق، مما قد يؤدي إلى تغيير تفضيلات الطعام واشتهاء السكريات. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي هذه التغيرات إلى زيادة حساسية المستقبلات على اللسان، ما يجعل بعض الأطعمة أكثر جاذبية وأخرى أقل قبولاً.
- زيادة الاحتياجات الغذائية خلال الحمل: قد يكون اشتهاء أنواع معينة من الطعام، مثل الفواكه أو السكريات أو الحليب، علامة على نقص فيتامينات أو معادن معينة. على سبيل المثال:
- اشتهاء الفواكه: قد يشير إلى نقص فيتامين C.
- اشتهاء منتجات الألبان: قد يعكس حاجة الجسم إلى الكالسيوم.
- اشتهاء الحلويات عالية السعرات مثل الآيس كريم: قد يكون مرتبطًا بزيادة احتياجات الجسم من السعرات لدعم الحمل.
- زيادة هرمون الشهية: يرتفع مستوى هرمون نيوروببتيد Y خلال الحمل، وهو مرتبط بزيادة الشهية، مما قد يزيد رغبة المرأة الحامل في تناول الأطعمة عالية السعرات، مثل الحلويات.
- سكري الحمل: بعض النساء الحوامل يصبن بسكري الحمل، وهو نوع من ارتفاع السكر في الدم يظهر أثناء الحمل ويختفي عادة بعد الولادة. النساء المصابات بهذا النوع من السكري قد يشعرن برغبة شديدة في تناول السكريات، خاصة في الثلث الثاني من الحمل. لذلك من المهم إجراء فحص سكري الحمل حسب للكشف المبكّر عنه، واتخاذ العلاجات والإجراءات المناسبة.
مخاطر أكل السكريات بكثرة للحامل
اشتهاء السكريات بين الحين والآخر وتناولها باعتدال أثناء الحمل ليس بالمشكلة الكبيرة، لكن الخطر هو من تناول الكميات المفرطة من السكريات الذي قد يسبب مشاكل صحية للأم وجنينها:
- زيادة خطر الإصابة بسكري الحمل: الإفراط في تناول السكريات يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بسكري الحمل، وقد يؤثر سلبًا في صحة الأم والجنين في حال إهماله وعدم علاجه.
- خطر الإصابة بمقدمات الارتعاج (Preeclampsia): تناول كميات كبيرة من السكر يزيد من خطر الإصابة بمقدمات الارتعاج (تسمم الحمل)، والتي تُسبب ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم تُعالج.
- زيادة الوزن المفرطة: قد يؤدي الإفراط في استهلاك السكريات إلى تجاوز الزيادة الموصى بها في الوزن أثناء الحمل، والتي تتراوح عادةً بين 5 و18 كيلوجرامًا حسب وزن الأم قبل الحمل.
- آثار سلبية في صحة الجنين: قد تُسبب السكريات زيادة وزن المولود عند الولادة، أو ارتفاع خطر إصابته بالسمنة في المستقبل.
كيفية التعامل مع اشتهاء السكريات للحامل
لحسن الحظ، يقل الوحام والشهية للحلويات عادةً بعد الثلث الأول من الحمل، لكن نقدّم إليكِ بعض النصائح المفيدة للتحكم في هذه الرغبات بطريقة صحية ومتوازنة:
- تناول إفطار صحي يوميًا: الإفطار هو أهم وجبة في اليوم، خاصة خلال الحمل، إذ إن تخطي الإفطار يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مستويات السكر في الدم، مما يزيد من اشتهاء السكريات. احرصي على تناول إفطار غني بالبروتين والألياف مثل:
- الشوفان مع الفواكه.
- البيض مع الخضروات.
- الزبادي مع الجرانولا.
- شرب كميات كافية من الماء: احتياجات الجسم للسوائل تزيد أثناء الحمل، والجفاف قد يؤدي إلى الشعور بالتعب والرغبة في تناول السكريات. اشربي الماء بانتظام، ويمكنكِ إضافة شرائح الفاكهة للحصول على نكهة منعشة.
- التركيز على البروتين في الوجبات: البروتين يساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول، ويحافظ على استقرار مستوى السكر في الدم. إذا كنتِ تكرهين اللحوم في حملك، جرّبي البروتينات النباتية مثل العدس، الحمص، والمكسرات.
- تجربة البدائل الصحية: عندما تشتهين شيئًا حلوًا، جربي بدائل صحية مثل:
- زبدة الفول السوداني الكريمية الخالية من السكر المضاف.
- الفواكه المجمدة.
- الزبادي مع الجرانولا ورشة من العسل.
- تناول السكريات باعتدال: إذا كنتِ لا تستطيعين مقاومة رغبتكِ في تناول نوع معين من السكريات، اسمحي لنفسكِ بتناوله ولكن بكمية معتدلة، وخذي وقتكِ لتناوله ببطء واستمتعي بكل قضمة.
تذكر أن التوازن هو المفتاح. إذا شعرتِ برغبة قوية في تناول السكريات أثناء الحمل، لا بأس بتناول كمية صغيرة لإشباع رغبتكِ، ولكن حاولي استبدال السكريات المصنعة بخيارات طبيعية، مثل الفواكه الحلوة الطازجة.
يمكنك الآن استشارة طبيبٍ معتمد عبر الطبي؛ ليتابع حملكِ خطوةً بخطوة ويضع لكِ نظامًا غذائيًا يُناسب حالتك.